متى تسجد قلوبنا قبل جباهنا (مكنونات قلب)
تساءلت..!
هل انتشت أنفسنا لتحقيق حلم ليس له علاقة بالدنيا البتة؟
وأعني ليس له علاقة بالدنيا البتة؟
اتذكر أني مررت في -شبه- ضائقة..لمدة ما يقارب 7 شهور..
في تلك الفترة لم يكن هناك حل واضح من البشر لأفكر لثانية في التوجه للخلق عوضا عن الخالق..
لم يكن هناك إلا الله..
لا غيره والحمدلله أني لم أجد سبيلا غيره..
أتذكر أني لم أدعو الله كما دعوته تلك الفترة حتى ظننت أنني لم أكن أدعو الله قبلها..
وبعد دعاء "عريض"..أعلم أنني لم أفرح في حياتي فرحا واسجد شكرا لله
أكثر من فرحتي باستجابة دعائى..ـ وحدوث الأمر "الدنيوي"
فرح اختلف حتى عن فرحتي في أمور للآخرة أتوق لتحققها وانتظر حلولها بفارغ الصبر..
ولكن هم دنيوي ينزاح ليكون مكانه سكون وعودة دنيوية لمجاري الأمور..
.
.
.
في تلك اللحظات عرفت " أن هناك جزء كبيرا من قلبي معلق "بالدنيا"
علمت أنني وإن كان يظهر تعلقي بالآخرة لنفسي وللآخرين من حولي فالحقيقة غير ذلك..
لا تكشفها لي إلا الامتحانات الدنيوية التي تجعلني أعرف ما هي حقا أولوياتي
وما هي الأمور التي تدعي -تظن- نفسي *أنها من أولوياتها..
عندما يأتي الفرج من الله في محنة ما تسري رعشة فرح يعقبها سجود..
عندما نتقلد منصبا دنيويا *تسري رعشة فرح يعقبها سجود..
عندما ننجح *في الحياة * تسري رعشة فرح يعقبها سجود..
عندما ننال من الدنيا ما ننال تسري رعشة فرح يعقبها سجود..
نسجد شكرا لله امتنانا لا يكاد يوصف لحدوث أو عودة أمر دنيوي كنا نخشى فقدانه..
هل بات سجود الشكر سجود فرح
باحتضان الدنيا لنا من جديد..
التحاق في الجامعة
تخرج من الجامعة
وظيفة
شراء منزل
ترقية
زواج
مولود
شفاء من مرض
ولا بأس في ذلك إن كان للآخرة نصيب في "قلوبنا"..
لا في جوارحنا المتحركة..
متى تسجد قلوبنا قبل جباهنا؟!
متى تسجد قلوبنا ونحن في زمن وصل به الحال
أن يسجد شكرا على التلذذ بالمعصية!!
جيل تنطق شفاهه الحمدلله بوقوع الضرر على الآخرين..!!
جيل يبكي دموع الفرح الصادقة فوزا في مبارة كرة قدم!!
وغضبه وحرقة دموعه لانتهاك حقوق فرحته بالانتصار الكروي..
نسجد شكرا لله وفرحا عميقا صادقا يحتوينا تصل جذوره إلى منتهانا..
تسري رعشة الفرح والسعادة في عروقنا الدنيوية ..
فماذا عن عروقناالأخروية!!
كم مرة سجدنا سجدت فرح وانتشاء لأننا أنجزنا للآخرة فقط وليس للدنيا..
وأتمنى حقا أن نفرق هنا بين الدنيا والآخرة!!
فقد يكون العمل للآخرة ولكن الفرحة للدنيا..
حتى الأمور الأخروية بدأت تختلط بالدنيا..
أصبحت الشهوات الدنيوية تلتحف بغطاء الاخرة..
نعم قد نكون تطوعنا في عمل طمعا في الآخرة لا غير..
وفي نهاية المشوار طغى فرحنا بالانجاز الدنيوي وثناء وعلم الناس بأننا انجزنا
على فرحة نيل رضى الله..
نعم قد اسجد شكرا لنيل الدنيا
وقد أسجد شكرا لنيل الآخرة..
ولكن عمق المشاعر وصدقها هيهات تتساوى..
الانتشاء والفرح الذي يدب في النفوس ويبعث فيها الحياة من جديد لنيل أمر دنيوي "قريب"
يختلف عن الأخروي"البعيد" كما يتهيأ لنا!!
لا يعلم ما يدور في اعماق جوفك وهذيان روحك إلا الله..
فهل حقا نعرف من نحن؟
من أنا؟
ومن أنتِ؟
ومن هي؟
وما هي أولوياتنا حقا لا ما ندعيه؟*
إرضاء البشر والارتقاء والنجاح دنيويا وإن كان عن طريق الآخرة..
هذه المشاعر التي تعترينا كيف نوازن بينها وبين الإخلاص لله في العمل.
وابتغاء رضاه سبحانه ولازيادة..
هل التوقف لتصحيح المسار الذي بدأ بالانعطاف حاجة ملحة في دواخلنا؟ (هناك خلل إن لم تكن)
أم أننا نتجاهلها وكأنها ليست موجودة..مندفعين جريا وراء المزيد من الانجازات..
لهثا وراء المزيد دون تصور واضح بنقاء العطاء وصفاء القلوب الباذلة!
مضيت بأحرفي ولا أرى سبيلا للتوقف..
فمن أنا لأكتب ما كتبته
من أنا ليكتب الله لي من الدنيا كل هذا النعيم
من أنا لولا أن من الله على أن أكون أنا
فلا حول ولا قوة لي إلا بالله
هو نداء لنفس مقصرة لتستفيق..
وطالما أننا أدركنا ولم نغفل عن الغاية..
طالما أننا نحاسب هذه النفس..
فلا زال الخير كامن فينا..
بإذن الله إن لم نصل اليوم فسنصل غدا!..
from منتديات قلوب السعوديه
0 التعليقات: