كيف تتفادين تحول الغيرة بين أطفالك إلى مشكلات نفسية وسلوكية يصعب التغلب عليها؟

كيف تتفادين تحول الغيرة بين أطفالك إلى مشكلات نفسية وسلوكية يصعب التغلب عليها؟

وجدان الربيعي



january 17, 2015



لندن – «القدس العربي»: تشير دراسات حديثة إلى أن الغيرة بين الأطفال الأخوة قد تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر بشكل مباشر على شخصية الطفل، فيصبح غاضبا عنيفا، وكأن الإهتمام سرق منه ولم يعد يشعر بالأمان خاصة عندما تحدث تغيرات في حياته كأن تنجب الأم طفلا آخر مثلا ويتحول جزء كبير من الإهتمام إلى الأخ الأصغر، وقتها تتحول الغيرة إلى سلوك عدواني رافض للمولود الجديد الذي يأخذ كل الحب والعناية.



وأكد اخصائيون اجتماعيون أن الأهل، دون علم أو قصد أحيانا، يشاركون في تأزم المشكلة عند الطفل، وخاصة عندما تنتقد الأم ابنها أمام إخوته اعتقادا منها بأنها تشجعه ليكون أفضل، لكنها للأسف تسهم في تعقيد المسألة، فالإهمال بدون قصد وانتقاد سلوك الطفل أمام بقية اخوته والمقارنة والتمييز كلها أمور من شأنها ان تخلق جوا مشحونا وغير صحي بين الأخوة والأخوات في المنزل الواحد ويساهم الوالدان في تأجيج الوضع في تعاملهم غير المدروس في كثير من الأحيان.



تحقيق الانسجام



سناء عيسى الإستشارية النفسية تقول: يجب العمل على تحقيق الانسجام بين الأشقاء حيث أن التجارب التي يعيشها الأفراد مع أشقائهم في بيت العائلة هي التجارب التي تبقى محفورة في الذاكرة العاطفية والعقل الباطن.

هذه التجارب تعتبر المخزون الرئيسي للأطفال فعندما يكبرون ويتعاملون مع الآخرين سواء كزملاء في العمل أو أصدقاء أو أزواج تلقائيا بالطريقة ونمط السلوك نفسه في الصغر. وهنا تؤكد أنه من الضروري خلق مناخ إيجابي وعلاقات فيها وئام وتناغم بين الأشقاء فيتمكنون من نقل هذه التجارب الإيجابية لمستقبلهم وينعمون بحياة أكثر دفئاً وسلاما.

وتقول في هذا الشأن إنه يجب تحقيق الانسجام بين الأشقاء من خلال تعلم مهارات تساعد الأهل على التعامل مع هذه المشكلة.



المشكلة هي الأهل



وتشير الدراسات إلى أن الأهل هم المسؤولون عن أزمة الغيرة التي تتحول إلى مشكلة مرضية مع مرور الوقت. وانه يجب عليهم ان يعوا أهمية هذا الموضوع ويدركوا خطورته على تنشئة الطفل وقدراته ومهاراته الحياتية المستقبلية.



وتعرف الغيرة عند الأطفال في علم النفس على أنها حالة إنفعالية مركبة من حب التملك والأنانية والشعور بالغضب بسبب مشكلات مصحوبة بتغيرات فسيولوجية قد تكون داخلية أو خارجية يشعر بها الطفل.



والطفل الذي يشعر بالإهمال من جانب والديه تقل ثقته في نفسه وهذا ما قد يجعله يتصرف بطريقة عدوانية تجاه من تسبب في سحب هذا الإهتمام عنه كأن يعنف أخيه أو يكسر لعبه أو يقوم بسلوكيات غير طبيعية للفت الانتباه أو يحصل التشاجر والعراك بين الأخوة. والغيرة تحدث بين كل الأشقاء في الأسرة الواحدة والسبب الرئيسي هو التنافس على حب الوالدين وأحيانا يكون سبب نجاح الطفل في الدراسة فقط لإرضاء الوالدين وهو يعيش في حالة تساؤل مستمرة مع نفسه ومع والديه أيضا كأن يسأل: أمي من تحبين أكثر أنا أم أخي؟ أو لماذا ابتسمت في وجه أخي هذا الصباح واحتضنته وأنا لا؟



وهذه بعض النصائح لمعالجة الغيرة:



- الاهتمام بزرع الثقة في نفس الطفل وتشجيعه على النجاح وعدم اليأس.

- تجنب مقارنته بالأخوة والأصدقاء المتفوقين وعدم التركيز على نواحي الضعف عنده.

- زرع أهمية المنافسة الشريفة وان الخسارة أو الفشل ليسا نهاية المطاف وأن الفشل يؤدي إلى نجاح.

- اشراك الطفل في الجماعات والفرق الرياضية.



وجدان الربيعي





from منتديات السعودية تحت المجهر
سيو

0 التعليقات: